كتب منصور الرحباني في يوم وفاة نصري :
كانت صوره اليوم تتقدم موكبه الراحل .. فخر الدين ريبال , المختار .. وكان هو يتبعها على بحر من الأكف ..
نصري .. الذي سهرت على صوته أعمدة بعلبك وجذوع الأرز ..
نصري الذي جسد افكارنا نحن الأخوين رحباني . وكان صوتن الهادر ..
يرحل اليوم الى شاطئ الطمأنينة ..
إنه جزء منا يرقد اليوم في تراب جون ..
من زمان كنا ثلاثة … نصري وفيلمون وأنا .. وحين رفعت رأسي اليوم ..
رأيت فيلمون يقف منفردا كشجرة في مهب الريح ..
أسرعت أليه بينما كان ثالثنا نصري يمر بنا لاهيا عنا .. معانقا موته ..
قال فيلمون :
السيبة تقف على ثلاثة أعمدة .. وهاسقط واحد منها … فكيف نثبت نحن ؟
طوقته بذراعي .. واستدنا الى الحائط نبكي بأنتظار سقوطنا …
كلمة الملحّن والشاعر عماد شمس الدين في ذكرى رحيل نصري شمس الدين
شو باك ساكت قول يا مسرح ليش هيك مكوّم وزعلان
عا خشبتك شايف بكي مجرّح شريط أسود طوّق الريحان
تعوّدت شوفك بالفرح مخضّر تعوّدت إسمع صوتك الدافي
ليش وجّك هالحلو مصفّر تعبان وبعزّ الســـهر غـــادي
ليش هيك ملبّك ومبهوت شو اللي مخبّى بقلبك الحسّاس
قلّي خشابي تحوّل التابوت وخبيت فيه قلبي أعزّ الناس ……
مين! نصري مات ! كيف ّ!
معقول عتم الليل يطفي الشمس نصري غفي بجناين الياسمين وراجع لأرضوا جون بسيف وترس فخرالدين .
قوم لاقي حبابك الجايين فخر الدين قوم حاكي قلوب بتحبّك قوم غنّي للدني تلاحين .
اشتاقت لصوتك قلعة بعلبك من يوم ما عرفتك خبيتني بقلبك وبحضن عاطفتك دفيتني بحبك ، كنت بيّ وكنت خيّ وكنت أصدق من صديق .
غبت عنّي وكيف بعدك رح نكمل الطريق قوم يا نصري جايب قصيدة وكم غنّية مؤكد رح ترضيك ما جيت أوفي فضلك عليّ ما جيت تا إرثيك ، قوم با نصري لولادك خود من عمري وخلّيك لبلادك.
يا عاشق تراب الوطن وبكل حبّة في إلك موال إسمك بوجدان الزمن صوتك ربيع بنهدة الشلال عم يندهك لبنان لوين يا غالي ، ما عاد فينا نسمع جديدك ، تتيتّم الألحان وبتحزن ليالي لو بطّلت تسهر , عاتغريدك تسكت حساسين بيدبل الياسمين ورقة ورا ورقة بتخلص الأيام بترحل الأحلام وصوتك بيبقى بالبال باقي يا أعز رفيق بالعيد بالقرميد بالكوخ العتيق بالسنديانة الواقفة بالريح بالسيف باقي خير وتلاويح تاريخك المكتوب عحدود الكلام من بعد منّو بينتهي كلّ الحكي وكفّك الأبيض ساكن بتلج السلام للخير سعيك والمزايا مباركي، يا حبنّا خلّيك مرتاح بضمير ، نصري كنت الأمير بقلوبنا وعطول رح تبقى أمير ….
نصري شمس الدين – نسر الجبل . بقلم شادي قطريب
… قدّام عسكر طايف علّيي ودعسات تهدر والمدافع نار ، وقدّام حاكم بيرقوا مضوّي حولوا جيوش والسيوف كتار بعلُن بصوتي بشوق عينيي بإيدي المشتاقة لمحو العار ، حَيف لعدوّي قول غنيي وحدا لنصري بتلبق الأشعار … بعد ستةٍ وعشرين سنة غياب لم ننساك ، لأنّ رايتك بقيت منصوبة والذهب كان وسيبقى ميزانك ، والله نحنا ملاّ شعب وملاّ عالم وملاّ ناس ، وحياتك يا جرجي البويجي بدك تضل شيخ الشباب اللي طريقوا التلج وبيتوا الضباب بصوتوا الجبلي الأعلى من صنين والأشمخ من الباروك ، يا لطيف يا لطيف بويا بويا بويا .
خبرياتك يا نصري الحارس كانت أشعار خلقت فينا بطولي قطفت من اشيا مجهولي ، فأصبحنا نخاف أن يذهب زمان الحكي ويأتي زمان البكي ، يا سِيد المعنّى والفصاحة بهالساحة العليي وكل ساحة بسيفك اللي مسح الأعدا بحدّو متل ما بتمسح الأرض المساحة ، نحنا رجالك نحنا سيفك لوِّح بسيفك واضرب عكيفك يلّي ببلاد
اللنا غرّبونا وعن لون السما غرّبونا ..
دمّاتك يا شيخ المراجل كانوا خفاف ومن حكياتك ما كنّا نخاف لأنون شعر ودهب غالي ، بيضّووا قناديل الضيعة وبيخلّونا نتنزه بين اللعبي وبين الشعر ، وبيسّهروا عواميد بعلبك وبيزّينوا غصون الأرز ، وبيرّقصوا خصور الشام عزنود لبنان ، وبيدّبكوا حجار تدمر عدراج بيت الدين ، وبتصير الغزلان تسابق غزلان تتبوس شبابيك الحلوي بطرطوس ..
بغيبتك يا راجي بو نعمان يا مرَّجف الأرض ومرّجف الفرسان ورق الذلّ زَهَرَّ على الشجر ، فسرقوا الليل وسرقوا القمر ، حاول الظلم أن يُرّبينا ، لكنهُ نسيَ أننا على إيد المرجّلي قد ربينا بصوتك الجبّار الهدّار الذي كان للخشب منشار ، أماّ أصواتهم فبقيت بأعيُن العالم كلها صغيرة لأنها بكلمة الحقّ والعدل والمحبة فقيرة ..
صرنا متل الحيطان يا بربر يكّلموننا ولا نسمع ، يضربوننا ولا نتحرك ، ومجّمعين على بعضنا متل الحصر العتيقة وأعيننا نحو الأرض ، هل انكتبَ لنا أن ننحبس بسكوتنا بعد أن كثرت تعهداتهم وطالت إلتزاماتهم لنا وبقيت طرقاتنا محفّرة كلها ؟؟ سيوفِّينا الله تعبنا وسيُديم أولاد الحلال إن دبّرنا لهم شي قتلي فولكلوريي أو شي قتلي وطنيي بساحة البلديي لأنَّ البوكس خناق فرنجي وما بيعمل بالبلد طجّي ..
مهما يوسع الظلم وينكسر الحكي ، ويكبر الخوف وينحبس البكي يا زيدون ، بتضّل لإلنا الدار والفيها فيها الكرامي نسقيها وداير مندار نحميها ، بس يا ريت لو كان القانون بحيرة لكنت تلّيتها دموع ، لو كان طحين لكنت خبزتوا للناس ، لو كان قنينة نبيد لكنت شربت وسقيت ، لأنّو الرعيان بوادي بهالليل غفلانين ونحنا القطعان بوادي عبواب الليل سهرانين ..
يا قلبو اللي صرلك من سنين سنين راكض وراهون بس يا مسكين حاجي ورا أهل الهوا تمشي بتتعب ومش رح يتعبوا الحلوين ، دخيلك لا تصدّق يا شيخ الصيّادي بدّون يضلّوا الأهالي ناطرينك تتخلقلون الحكايي لأنو برد الطقس وبدو يجي سمن والتينات عسل وعإمون والعنبات ما في مين يلّمون غيّر العدّان وبدو يجي سمن ، ليتك تُشرِّع جفتك وتنزل كرمال هالولاد اللي ناطرين وبالضحك بيتسلّوا وعالبوابي ناطرين يكبروا ويفلّوا ..
لن ننسى بلاغك الرقم واحد يا بوديب والذي يقول : بدّي بدّي شوف السما حدّي وأشرد عبواب الحراش وما أعرف وين هدّي ، بدّي العالي وطيور العلالي كمّش نسورا والنسر قدّي ، أما بلاغنا الأبدي فيقول لك بيوم الوعد والقول : لا تهملنا لا تنسانا يا شمس المساكين عمنندهلك خلّي يضوّي صوتك علينا ، وبيوم الرجوع نحنا ناطرينك يا رجعة السيف يا رجعة الغار يا سنين الكِبَر يا سنين تنعمّر سوا بلادنا بكل شي ، قمح زرع بيادر معاصر نوال وإيدين تعلا عمّد العين ، نعّمر قصورا جسورا براج وقلاع وبيوت صغيري وبتساع ..
لا ينشغل بالك كثيراً يا مختار إن لم تشهد ريما عليك ، لأنَّ العالم كله سيشهد بأنك كنت أميرَ السيف اللامع وملكَ النصر وسَيِّد الفرسان ، بصوتك الذي لوّح للمجد في الشرق وعلاّه ، فزرعه بأرض الكرامة التي لن تركع ليصبح تاريخ الأبطال وقَدَرْ الفوارس وشرف الأحرار ، فكانَ أقواهم حضوراً وأوسعهم انتشاراً وأكثرهم تميزاً وأعلاهم صوتاً ..
يا ريبال ، أعطتك بلدتك جون زيت وزيتون أما نحن فأعطيناك محبّة القلب وريف العيون ، يا من عطّرتَ برائحة بخورك الربّاني الصاعد من المعبد الرحباني نسيم الريح ونسائم الروح بصفاء الكلمة ، وحفيف الشجر وماء المطر بلطف الأسلوب ، وجمّلت الزهور وأطربت الطيور بعذوبة اللحن ، وبددّت غيوم اليأس والخيبة والحيرة والظلمة ببُعد الخيال ، وبنيت عروش التفاؤل والقوة والعافية والنور بجمال الصورة ، وحوّلت همومنا اليومية إلى أحلامٍ وردية ، تترّطب بالندّي الأزرق وتشرق مع شمس الصباح وتتنشّق أريج الأزهار لتتفتح كزهر اللوز والليمون ..
ليش تاعمتبعدوا عنّا وليش ليش بتهربوا منّا ، ويا نسيم الشوق من عنّا صوبون عجنح الشوق غرّبنا ،،
…… كيف حالهون كيفون حبايبنا ،،،، اشتقنالك يا نصري ……
شادي قطريب – الشارقة

تحية وفا من حملايا لجون من عائلة الشاعر طانيوس الراعي الحملاوي لعائلة الكبير نصري- ولروح نصري هالباقة يللي حوشناها = من نسيم ألأرز سلطان الدهور — ومن جبل شامخ ومتشاوف كتير — ومن كل نبعه مسقسقه بين الصخور — ومن كل مرجه زهورها تنفح عبير — ومن فية الصفصاف عا حفافي النهور — ومن زعتر الوديان من نحل القفير –من جناين الزيتون ونغام الطيور — من خيمة الناطور والكرم الشهير — كرمال تا يتقدمو باقة زهور — للسما تكريم لنصري ألأمير —
متل “نصري”
“جون” بالموّال
غنّت حلا
صارو الصور حمله
و”الدير” طربوشو
الماشالو البال
بشرّابتو الغيمات
مكتمله
ع صهوة خبارو
قطع خيّال
و”راجح” طلع إنسان
من جمله !
ومقصّب الزيتون
بالشروال
وع خصر “نصري”
“الأوّلي” شمله .
يا “جون”
ع “جسر القمر” مسجون
عايش بِ “لولو”
العصر مش عصري
بخيام “بترا”
حابب القانون
برخام هلّق
ما شقعت قصري
لا تتهميني بالسكر
يا “جون”
لمّا ع كركة ريح
تنعصري
مطفي تركيني ع التراب ..
بكون
عم دوق لبنان
بصدى “نصري”
بقلم الشاعر نعمان الترس
بين الصيد ولعب الزهر مواهب نصري عديدي
صيد الباشق منو صعب ودروب الفن بعيدي
شيخ الصيادي بيصطاد ترغلي وفري و تيان
حضرحالك ياعواد النغمه صار بدها دوزان
ولما بيتجلا الصياد بتصير تغنيلو الاغصان
وكل ما نصري خلص صيد بتطل طيور جديدي
رجع من الصيد المختار والغله لفوق السله
وفيلمون ناطر ب الدار قاعد مستني الشله نادي صحابك ياطلال تا ريش الاطيار نفلي
ومابين المغنا والاشعار ليلتنا تبقا سعيدي
من كلمات رمزي حداد- الى روح نصري الطيبه-شيخ الصيادي
عملاق مسرح شرقنا خلّد
وعاش بعصر ..اعلامنا العصري
تخلّا عن التقليد ما تقلّد
وقلّو يا عصر شراب من عصري
وسكرت بعلبك من نصر نصري
ضويّت فينا مغارة الأحساس
تا صارت النغمة طريق الضو
وصوتك سكرنا متل خمرة بكاس
ونهرك جرفنا وحطنّا بالجو
وبقيت متل بعلبك بها الجو
غيّرت فينا .الذوق صرنا نحس
بطعمة الصوت الما ألو طعمة
وهمس الحكي لو كان عنا بس
كنا ما قلنا عصرنا معمي
لكن انت الله عطاك الصوت
نعمة ال بيعصرك عاش ها النعمة
لمتلك ما ماتوا خلّدو وعاشوا
قلعة عليها تشوهروا الأمجاد
وكل اللي كانوا يعيّشوا اعتاشوا
لعنة وطن والكرّموه ولاد
تجار فن وموتهن عاشو
غش الصحافة بذمة النقَّاد
يا شمس دين الفن ما بتنعاد
كل من شرب من صوتك تلبّك
واحتار شو بيكتب عن التاريخ
اللي بيكرهك قديّس..والحبّك
شيطان ..عاشوا مجد ما بيشيخ
يا مجد انتي مرافق بعلبك
تلاتين شهقة عطر ساكبلك
تلاتين دمعة شعر كاتبلك
وبتختصر بالفَّن يا نصري
ال بعدَّك إجو واللي إجو قبلك
لروح العملاق من الشاعر سليمان طراد
الترغلّ يا نصري رجع
من بعد ما زعل وهجر
جايي ومعو مواويل
وسراب الحجل !
من بعد ما ودّعتنا بكّير
انفتحت علينا بواب “بتغني” صرير
شو بخبرك !؟
ما في خجل !
بعدك عم تغني ؟
نيال هالجنة
ال عم يسمعوك كتار !
رح طمنك نصري
ما صار في شي جديد
بعدو البلد ومزارعو بتزيد
اسم الله عليهن صار اسمهن ثوار !
بقلم الكاتب مروان نجار
ما أندر الذين نكرم أنفسنا عندما نحنّ إلى عطائهم الأصيل الذي به ازدانت أحلام بداياتنا. في طليعة هؤلاء كان نصري بقلم عاصي الرحباني وعلى نقر ريشته.أشتاق إلى تفاؤلي بالحياة كلّما صدح صوت نصري بموّال في أذنيّ أو في ذاكرتي، وأشتاق إلى تلك الدلالة الغنيّة بالإيحاء لكلمة “مختار” كما أحياها حضور نصري.سقى الله زمن الوعود الذي لا يتكرّر، يومَ كان على هذا المسرح أو ذاك عرضٌ يحييه لنا الليلةَ نصري شمس الدين..
بقلم الشاعرة نور ابو طريه
نصري ببحر العاطفي غرقان
وعهدو على المسرح عهد طوفان
لا تسألو ربنا عن الامجاد
نصري بِدلّ الرب عالعنوان
عايش عهاك النبع صيادي
والطير عاجفتو بيجي دادي
يرقص عألحانو رقص نعسان
ويصبح عأوفو ينزل شهادي
كيف تركت طربوشك الباكي
مشتاق لنو جبينك يحاكي
ويعيش حدك حلم بالتصوير
غافي عكتفك….عالوتر تاكي
منشان ما يضل القمر محزون
متل الزهر تحت الثلج مدفون
ومنشان تيكرمك بعد الله
أرزة أصالي توجك بي جون
يا صوت هز الكوكب غناني
مهما غبت ما منحسبك فاني
بكرا بيعود الصيف وبتخلق
بحة سنونو أو شمس تاني
نصري شمس الدين
أيها الكبير الكبير
دعني أسألك أولاً :
كيف حالك ؟
إشتاقت لك الطواحين و مرافئ الصيادي
إشتاق لك لبنان بأرزاته و صنوبراته
كما تلك الحلوة
التي مالت بخصرها و لم تلقاك
فبكت غيابك
نصري شمس الدين
لأقطفلك وردة و قدملك ياها
عا دروب العشاق
أيها الفنان العملاق من زمن العمالقة
إشتاقت لك منابر المسارح
و شاشات التلفزيونات
دعني أقول لك بإسم محبيك :
نشتاقك و ” بعد بكير عالغياب “
تلاتين سنة عالقد مرقو يا ” نصري شمس الدين ” ولساتو صوتك عم يرن فوق سماوات الشام ، تلاتين سنة مافيني احكيلك شي ، الشعر اليوم بذكرى حضورك بيحكيلك .
” حلم ”
شفتْ صَوتَك ماشي
ع حفّة الحَريق
وزنّار من شجر حفيان
ع باب الشام
عم يغني للهوا
وع كفّ ايدك الواسعة
قاعدي ضيوفو
وفي طيور راجعة
وعجقة طريق
و ولاد عم يلعبو
ع دَرَج المدى
ويخربطو صفوفو
مدري حلم
مدري شي معبد غريق
طاير فوق بساتين رجع الصدى
عم يفرفط الحكي
ويطيِّر حروفو
ومن هداك الوقت
مافهمت شو يعني
زمان
ولا زار حلمي شجر عتيق
ل فيق وفَيّق ل كانو معي
عم يشوفو .
” التفسير “
تلاتين سنة
يا ” ابو مصطفى ”
والورد أحمر عريق
عم يقطّف
لغيابك
باقة مطر
خجلان
سَمّى اسامي
الناس
و عَيّط بصَوتك
للفراغ وللقَدر
بلكي الألهة
لتوقّف القَتل
والموت
بتنسى آدم وحوا
وبتفتح ع اسمك
فرع تالت للبشر .
17 اذار 2013
كأني بـ نزار قباني عندما قال : ان الكلمات تموتُ حين تقالُ .. كان يقصدني وأنا أقف هنا صامتاً أمام حضرة الغائب الحاضر ، نصري شمس الدين .. فأي كلمات تقال هنا هي كلمات ميتة أمام هذا العملاق .. لا كلام يفيه حقه وهو المُكدس بورد الفن حتى آخر يومٍ بالربيع .. وهو القديس الذي صلّى الشمع حوله ، وذاب من هيبتهِ خجلاً .. عندما أستذكره تخونني العبرات ويفقد القلب صوابه وأجدني طائراً .. لا يملك الا ان يحمل باقة ورد تحت جنحيه ، حتى قبره .. ليتضوع الورد من مسك عِطره .
نصري شمس الدين ،،، جئتُكَ في نهاية العام لأقول لك : كل عام وأنتَ بـ عِطر
جسر القمر بيطلّ ليليّه
مِنّو وْبِ إيدو حلم حريّه
من وقت ما كان بسفربرلك
بعدا الحاله متلما هييّ
نصري يا طير الطّاير اشْتاقوا
نغماتك ب صوتو ت يتلاقوا
نقله ونقله طير عالزعرور
بيجوز ناسي الصوت ع وْراقو
ومن بعد صحّ النوم فجر جديد
بيوعا يا طير الشوق عالتنهيد
وليش تا عم يبعدوا عنّا؟
ما الشوق إلهن دوم عم بيزيد
الله شو عِنّا ب وطنّا كنوز
مْواويل نصري أو صلا فيروز
وغيرن كتار ومش رح تكفّي
كلمه الوجع بحروفها مخبوز
اشتقنا لبنت الحارس اشتقنا
كلّ اللّيالي تضلّ تقلقنا
تا يرجعوا ع ضياعنا الحرّاس
وما في حدا من النوم يسرقنا
قدّيش يا لبنان مشتاقين
ترجعلنا إيّام فخرالدين
ويلمع ب إيدو السيّف لِ مذهّب
وْللأرز وحدو بسّ نتأهّب
تنحققّ الحلم اللّي صرلو سنين
وما نعود نقشع ناس مختلفين
…… هيفاء …..